" القاتل الصامت "

      بقلم :الدكتورة / شيماء ابو بكر السعيد

أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية

كلية الطب – جامعة طنطا

دكتوراه أمراض القلب والأوعية الدموية      

         ضغط الدم هو قياس قوة ضخ القلب للدم عبر جدران الشرايين في الجسم. و يعد ارتفاع ضغط الدم الشرياني واحد من أكثر الأمراض القلبية شيوعاً وخطورة على أعضاء الجسم ويدعى بـ”القاتل الصامت”، وذلك لأنه لا يوحي بأية عوارض مميزة، ويمكن أن يصاب به المريض  لسنوات دون أن يعلم  ذلك . يتم قياس ضغط الدم عن طريق جهاز الضغط الزئبقى او الرقمى . و تكون القراءة من رقمين: العلوي و يمثل قياس الضغط عند تقلص عضلة القلب (الضغط الانقباضي). - السفلي و يمثل قياس الضغط في الشرايين عند استرخاء عضلة القلب  (الضغط الانبساطي). و هناك فحوصات أساسية مطلوبة عند اكتشاف المرض و  تشمل تحليل البول ونيتروجين اليوريا  والكرياتينين ومستوي الصوديوم والبوتاسيوم في الدم .اختبار الجلوكور الصائم و الدهون مرتفعة الكثافة (الكوليستيرول الجيد)  و الدهون منخفضة الكثافة (الكوليستيرول السىء) والكوليسترول الكلي وثلاثي الجليسريدات. وتخطيط كهربية القلب. و تبدأ المرحلة الاولى من ارتفاع ضغط الدم عندما يتجاوز ضغط المريض 140/90 ملم زئبقى. و هناك نوعان مختلفان من ارتفاع ضغط الدم : ارتفاع ضغط الدم الأولي و هو الأكثر انتشاراً وارتفاع ضغط الدم الثانوي ويحدث الأول بدون سبب واضح في حين يحدث الثاني نتيجة عدة عوامل بما فيها أمراض الكلى والاعتلالات الهرمونية ، والتغييرات الحاصلة نتيجة تناول أقراص منع الحمل أو بفعل الحمل نفسه.

 و دائما و ابدا الوقاية خير من العلاج.. و بشكل عام يعتبر الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالصوديوم ومصدره الأساسي ملح الطعام و الأغذية المحفوظة و تناول المشروبات الغنية بالكفيين كالقهوة والمشروبات الغازية وكذلك عرق السوس و الزنجبيل تتسبب فى ارتفاع الضغط ويجب تجنبها. و كذلك التغييرات الغذائية الإضافية مفيدة للوقاية كما هي أساسية لتخفّيض ضغط الدمّ ويتضمّن النِّظامِ الغِذائِيّ الحمية الغنية  بالفواكه و الالياف والحبوب والخضار و تناول بعض المشروبات مثل الكركديه الأحمر وأطعمة من الألبان القليلة الدسم أو خالية من الدهن لزيادة كمية الكالسيوم الغذائية اليومية. كما يجب التوقف عن التدخين للتقليل من احتمالية حدوث السكتات الدماغية والنوبات القلبية التي يسببها ارتفاع ضغط الدم مع مرور الوقت.

أما بالنسبة لعلاج الضغط فهو يخضع لعوامل كثيره ويكون وفقاً لنوعه وسببه فإذا كان سببه معروف ومحدد فيجب معالجته، أما في الحالات التي لا يمكن تحديد السبب فيها كما هو الحال في النوع الأولي فالعلاج يعتمد على المريض والمرحلة التي وصل إليها المرض وهناك خطوات تتلخص فيما يلي: - الحمية الغذائية كما سبق. – تغيير نمط الحياة إلى نمط يتميز بالحركه الكثيرة.– معالجة الخلل الدهني إن وجد. – التخلص من الوزن الزائد. – الإلتزام بتناول الدواء الموصوف طبياً، فارتفاع الضغط هو مرض مزمن ولا يمكن الاعتماد على تغير نمط الحياة فقط لمعالجته ويجب الالتزام بتناول الأدوية إلى جانبها.